معهد البرمجة والمعلوميات والتسيير أولاد برحيل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معهد البرمجة والمعلوميات والتسيير أولاد برحيل

المنتدى متاح لتبادل المعلومات

يعلن معهد البرمجة والتسيير والمعلوميات أولاد برحيل عن افتتاح التسجيل للموسم الدراسي الجديد فعلى الراغبين الاتصال بالأرقام التالية : 0662049768 أو 0666101058

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» احبك بكل اللغات
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 26, 2011 3:36 pm من طرف moulay ait el moubarik

» بلهندة والشاذلي يعززان صفوف المنتخب
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 6:49 am من طرف Admin

» مفاوضات بين المغرب والبوليساريو الاثنين
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 03, 2010 6:47 am من طرف Admin

» أقوال عن المرأة والحب
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 3:38 pm من طرف douaa

»  لقاء اكادير ايام /8/ 9/ 10 سنة2010
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 3:49 pm من طرف الزاهدي

» تقديم بادو الزاكي المدرب الجديد للكوكب المراكشي للصحافة الإثنين القادم
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 12:53 pm من طرف Admin

»  عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 12:42 pm من طرف Admin

»  عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 10, 2010 9:02 am من طرف الزاهدي

»  عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 10, 2010 9:01 am من طرف الزاهدي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 9 بتاريخ السبت يناير 14, 2023 5:35 am


    مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله

    douaa
    douaa
    مشرفة
    مشرفة


    المساهمات : 90
    تاريخ التسجيل : 20/07/2010

    مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله  Empty مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله

    مُساهمة  douaa الجمعة أغسطس 06, 2010 9:10 am

    مختصرٌ من حياة الرسول الأكرم مُحمّد بن عبد الله
    (صلّى الله عليه وآله)
    1 ـ نسبه الشّريف : هو مُحمّد بن عبد الله بن عبد المُطّلب بن هاشم بن قصيِّ بن كلاب بن مُرّة ، ينتهي نسبُه الشّريف إلى النَّبيّ إبراهيم الخليل (عليه السّلام) . وأُمّه آمنة بنت وهب من النّساء الطاهرات .
    وقد كان أجداده طاهري النَّسب من الآباء والاُمّهات ؛ إذ صرّح (صلّى الله عليه وآله) في أحاديث رواها السنَّة والشّيعة بذلك ، فقد جاء عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : (( نُقلتُ منْ الأصلابِ الطَّاهرةِ إلى الأرحامِ الطَّاهرة ، نكاحاً لا سفاحاً ))(1) .
    وقال الإمام أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ وسيِّدُ عباده ، كُلّما نسخَ اللهُ الخلقَ فرقتينِ جعلَهُ في خيرِهمَا ، لَمْ يُسهمْ فيهِ عاهرٌ ، ولا ضربَ فيهِ فاجرٌ ))(2) .
    كما ذكر الإمام الصادق (عليه السّلام) ذلك مُفسّراً الآية : ( وَتَقَلُّبَك في السَّاجِدِينَ ) : (( أي : في أصلابِ النَّبيّين ؛ نبيٌّ بعد نبيٍّ حتّى أخرجهُ منْ صُلبِ أبيهِ عَنْ نكاحٍ غيرِ سفاحٍ ، منْ لدُنْ آدم ))(3) .
    2 ـ مولده (صلّى الله عليه وآله) : وُلد النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في عام الفيل (570م)(4) باتّفاق كُتّاب السيرة ، في السّابع عشر من ربيع الأوّل عند الشّيعة الإماميّة ، والثاني عشر عند المشهور من العامّة .
    وقد وقعت يوم ولادته أحداثٌ عجيبةٌ ، فقد وُلد مختوناً مقطوع السّرة ، وهو يقول : (( اللهُ أكبرُ ، والحمدُ له كثيراً ، وسُبحانَ الله بكرةً وأصيلاً )) . كما تساقطت الأصنام في الكعبة على وجهها ، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية ، وانكسر إيوان كسرى وسقطت أربعة عشر شرفة منه ، واُخمدت نارُ فارس التي كانت تُعبد(5) إلى غير ذلك .
    تُوفِّي والده عبد الله وهو في بطن أُمّه ، وتوفِّيت أُمّه وهو في السادسة من عُمره ، فتكفّله جدّه عبد المُطّلب ، إلاّ أنّه فقده أيضاً في الثامنة من عمره ، فتكفّله عمّه أبو طالب .
    3 ـ معاجزُهُ وفضائلُهُ ومناقبُهُ : وهي أكثر من أنْ تُذكر أو يحويها فكرٌ ، ولكنْ لا مانع من ذكر بعضها على نحو الاختصار ، وإلاّ فهي كثيرة ذكرها ابن شهر آشوب : أنّها أربعة آلاف وأربعمئة وأربعين مُعجزة ، ولم يذكرها كلَّها .
    ومعجزاته ومناقبه (صلّى الله عليه وآله) على أنواع :
    فمِنْ المعاجز والمناقب ما حصل في الأجرام السماويّة ؛ كشقِّ القمرِ ، وردّ الشّمس ، وتضليلِ الغمام ، ونزولِ المطر والأطعمة والفواكه من السّماء .
    ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الجمادات والنباتات ؛ كسلام الشّجر والمدر عليه ، ومشي الشّجر بأمره ، وتسبيح الحجر بيده ، وانقلاب الجذع سيفاً .
    ومن معاجزه (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الحيوانات ؛ مثل تكلّم عجل آل ذريح وحثَّ النّاس على نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، وتكلّم الرضيعُ والذئبُ والإبلُ والشّاةُ المسمومة معه (صلّى الله عليه وآله) .
    ومنه : ما حصل في الموتى وشفاء المرضى ، وهي كثيرة جدّاً ، ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل مع الأعداء ؛ كهلاك المُستهزئين ، وأكل الأسد عُتبة بن أبي لهب ، ودفعه لشرِّ أبي جهل وأبي لهب وأمِّ جميل ، وعامر بن الطفيل ، وأزيد بن قيس ، ومعمر بن يزيد ، ونضر بن الحارث .
    ومن المعاجز أيضاً استيلاؤه على الجنِّ والشّياطين ، وإيمان بعض الجنِّ به(6) .
    وأمّا فضائله (صلّى الله عليه وآله) ، فكان جواداً كريماً ، شجاعاً صادقاً أميناً حتّى دُعي في ذلك أيّام صباه ، واشتُهر بالصادق الأمين قبل نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، فكان أعداؤه يعرفونه بالأمانة والصدق ؛ فهذا أبو جهل يقول : إنّا لا نُكذِّبك ، ولكنْ نُكذِّب بما جئتَ به .
    كان كثير السّكوت ، وضحكه التَّبسّم ، وإذا جلس إليه أحدٌ لمْ يقمْ حتّى يقوم الذي جلس إليه .
    كان واسع الصدر ، فعن أنس قال : إنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) أدركه أعرابيٌّ فأخذ بردائه ، فجذبه جذبةً شديدة حتّى نظرتُ إلى صفحة عُنق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد أثّرت بها حاشية الرداء من شدّة جذبته ، ثُمَّ قال له : يا مُحمّد ، مر لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضحك ، وأمر له بعطاءٍ .
    ومن سموّ أخلاقه وفضائله ، ما رُوي : أنّه جيءَ باليهوديّة التي سمّتْ الشّاة للنَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( ما حَملكِ على ما صنعتِ ؟ )) . فقالتْ : قلتُ : إنْ كان نبيّاً لم يضرّه ، وإنْ كان مَلكاً أرحتُ النّاس منه . فعفا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عنها .
    ومن هنا وصفه القرآن بأنّه على خُلقٍ عظيم ؛ وذلك قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(7) .
    فمَن تتبع فضائله ومناقبه ، وسمو أخلاقه ومعاجزه قطع بأنّه المبعوث رحمة للعالمين ؛ لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
    4 ـ شمائله (صلّى الله عليه وآله) : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، ولا الأبيض الأمهق ولا بالأدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط ، بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة ؛ فأقام بمكّة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفّاه الله على رأس ستّين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
    والمقصود من الأمهق : الشّديد البياض بحيث يكون خالياً عن الحُمرة . والجعد : إذا كان فيه التواءٌ وانقباض . والقطط : الجعودة . والسبط : خلاف الجعد .
    وتوفّاه الله وعمره ثلاث وستّين سنة .
    وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال : (( لم يكنْ النَّبيُّ (صلّى الله عليه وآله) بالطويل ولا بالقصير ، شَثن الكفَّينِ والقَدمينْ ، ضخم الرأسِ ، ضخم الكراديس ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفّأ تكفؤاً كأنَّما ينحطّ من صببٍ ، لم أرَ قبله ولا بعده مثله )) .
    5ـ شهادته (صلّى الله عليه وآله) : قُبض الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ـ على ما ذكره شيخ الطائفة في التهذيب ـ مسموماً ، يوم الاثنين في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة عشرة من الهجرة ، وعلى المعروف أنّه في السّنة الحادية عشرة للهجرة ، وهكذا ينقطع الوحي الإلهي بعد وقتٍ ليس بقصير من التردّد بين الحضرة الربوبيّة والساحة الأحمديّة من الربط بين العالمين ؛ العالم العلوي والعالم السفلي .
    وأمّا كيفية وفاته (صلّى الله عليه وآله) ووصاياه ، فأنّه (صلّى الله عليه وآله) لمّا تحقّق من دنوِّ أجله ، أخذ يُحذّر المسلمين من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويُؤكّد وصايتهم بالتمسك بالكتاب والسُّنة والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته (عليهم السّلام) والطاعة لهم ، والنُّصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدِّين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الروايات ، أنّه قال : (( أيُّها النَّاسُ ، إنِّي فرطكُمْ(Cool وأنتُمْ واردون عليَّ الحوضَ ، ألا وإنّي سائلُكُمْ عَنْ الثّقلين فانظرُوا كيفَ تُخلِّفُونِي فيهما ؛ فإنّ اللطيفَ الخبيرَ نبَّأني أنّهما لنْ يفترقَا حتّى يلقيانِي ، وسألتُ ربِّي ذلك فأعطانيهِ . ألا وإنّي قدْ تركتُهما فيكم : كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتِي ، فلا تسبقوهُمْ فتفرَّقوا ، ولا تقصرُوا عنهُمْ فَتُهلكُوا ، ولا تُعلموهُمْ فإنّهم أعلمُ منكُمْ .
    أيّها النّاسُ ، لا ألفينكُمْ بعدِي ترجعُون كفّاراً يضربُ بعضُكُمْ رقابَ بعض ، فتلقونِي في كتيبةٍ كمجرِّ السَّيلِ الجرّار ، ألا وإنَّ عليَّ بنَ أبي طالب أخي ووصيّي ؛ يُقاتِل بعدي على تأويل القرآنِ كما قاتلتُ على تنزيلِهِ . . . )) . ونفس هذا الكلام الذي كرّره مراراً وفي مواضع وأزمنة مختلفة ، مُنع (صلّى الله عليه وآله) من كتابته ، ووصفوه بأنّه يهجر تارة ، وغلب عليه الوجع تارة أخرى ؛ خوفاً من كتابة الحقِّ واستقامة الاُمّة ، وزعموا أنّ النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) خرج من الدُّنيا وترك الأمر شورى بين المسلمين ولم يوصِ لأحدٍ ، والحال أنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يخرج في معركة أو غزوة أو سفر إلاّ وترك خليفة له ، وهو القائل لأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( يا علي ، مَن لمْ يُحسنْ وصيَّتَهُ عندَ موتِهِ كان نقصاً في مرؤتِهِ ، ولم يملكْ الشّفاعة )) . فكيف وهو الصادق الأمين ، والذي لا ينطق عن الهوى أنْ يترك الاُمّة سُدىً بلا وصيٍّ ولا خليفة ؟!
    وروي عن أبي رافع مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : لمّا كان اليوم الذي توفِّي فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) غُشي عليه ، فأخذت بقدميهِ اُقبّلهما وأبكي ، فأفاق وأنا أقول : مَن لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟ فرفع رأسه . وقال : (( اللهُ بعدي ، ووصيِّ صالحُ المؤمنين))(9) .
    وعن جابر الأنصاري (رحمه الله) أنّه قال : كانت فاطمة (عليها السّلام) عند النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهي تقول : (( وا كرباه لكربِك يا أبتاه ! )) . فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( لا كرب على أبيكِ بعد اليوم يا فاطمة ، إنّ النَّبيَّ لا يُشقُّ عليه الجيبُ ، ولا يُخمشُ عليه الوجهُ ، ولا يُدعَى عليه بالويل ، ولكنْ قولِي كما قال أبوكِ على إبراهيم : تدمعُ العينان ، وقد يُوجعُ القلبُ ، ولا نقولُ ما يُسخطُ الربَّ ، وإنّا بكَ يا إبراهيمَ محزونون ))(10) .
    وقال الشّيخ المفيد (رحمه الله) : ثُمَّ ثقل (صلّى الله عليه وآله) وحضره الموت ، وأمير المؤمنين (عليه السّلام) حاضر عنده ، فلمّا قرب خروجُ نفسه ، قال (صلّى الله عليه وآله) له : (( ضع يا عليّ رأسي في حجرِك فقد جاء أمرُ الله ، فإذا فاضتْ نفسي فتناولها بيدِكَ وامسح بها وجهك ، ثُمَّ وجّهني إلى القبلةِ وتولَّ أمري وصلِّ عليَّ أول النّاس ، ولا تُفارقني حتّى تُواريني في رمسي ، واستعنْ بالله تعالى )) .
    فأخذ عليّ (عليه السّلام) رأسَهُ فوضعه في حِجره ، فأُغمي عليه ، فأكبَّت فاطمة (عليها السّلام) تنظر في وجهه وتندب وتبكي ، ثُمَّ قُبض (صلّى الله عليه وآله) ويدُ أمير المؤمنين (عليه السّلام) اليمنى تحت حنكهِ ، ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ، ثُمَّ وجّهه وغمَّضه ومدَّ عليه إزاره ، واشتغل بالنظر في أمره .
    وصاحت فاطمة (عليها السّلام) وصاح المسلمون ، وهم يضعون التراب على رؤوسهم ، وقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : (( إنّ اللهَ لما قبضَ نبيَّه (صلّى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السّلام) من وفاته من الحُزنِ ما لا يعلمُهُ إلاّ اللهُ عزّ وجل ، فأرسل اللهُ إليها مَلكاً يُسلِّي غمّها ويُحدّثها ، فشكت ذلك إلى أميرِ المؤمنين (عليه السّلام) ، فقال لها : إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوتَ قولي لي . فأعلمته ذلك ، وجعل أميرُ المؤمنين (عليه السّلام) يكتب كلَّ ما سمع حتّى أثبتَ من ذلك مُصحفاً )) . قال (عليه السّلام) : (( أما إنّه ليس فيه شيءٌ من الحلال والحرامِ ، ولكنْ فيهِ علمُ ما يكون )) .
    وفي رواية اُخرى : إنّه كان جبرئيل (عليه السّلام) يأتيها فيُحسن عزاها على أبيها ويُطيّب نفسها(11) .
    ثُمَّ شرع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بتغسيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واستدعى الفضل بن العبّاس فأمره أنْ يناوله الماء لغسله بعد أنْ عصَّب عينيه ، ثُمَّ شقَّ قميصَهُ من قِبل جيبه حتّى بلغ إلى سرَّته ، وتولّى غسلَهُ وتحنيطَهُ وتكفينَهُ ، والفضلُ يُعطيه الماءَ ويُعينه عليه ( والملائكةُ كانت أعوانه أيضاً فغُسّل في قميصهِ )(12) .
    وروي : أنّه (عليه السّلام) لمّا فرغ من تغسيله (صلّى الله عليه وآله) كشف الإزار عن وجهه ، ثُمَّ اكبّ عليه فقبّلَ وجهَهُ ومدّ الإزار عليه .
    ثُمَّ تقدّم (عليه السّلام) فصلّى عليه وحده ، لم يُشركه معه أحدٌ في الصَّلاة عليه ، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمَن يَؤمُّهم في الصَّلاة عليه وأينَ يُدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقال لهم : (( إنّ رسولَ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حيّاً وميّتاً ، فيدخل عليه فوجٌ بعد فوجٍ منكُمْ ، فيُصلّون عليه بغير إمامٍ وينصرفون ، وإنَّ اللهَ لمْ يقبضْ نبيَّاً في مكانٍ إلاّ وقدْ ارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي لدافنُهُ في حُجرتِهِ التِي قُبض فيها )) . فسلّم القوم لذلك ورضوا به(13) .
    وروي عن بصائر الدرجات عن أبي عبد الله (عليه السّلام) : (( إنّه لمّا قُبض رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) هبط جبرئيل (عليه السّلام) ومعه الملائكةُ والرُّوحُ الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر . قال : ففتحَ لأمير المؤمنينَ بصره فرآهم في مُنتهى السَّماوات إلى الأرض يُغسِّلون النَّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) معه ، ويُصلّون معه عليه ، ويحفرون له . والله ، ما حفر له غيرُهم ، حتّى إذا وُضع في قبره نزلوا مع مَنْ نزلَ فوضعوه ، فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين (عليه السّلام) سمعه ، فسمعه (صلّى الله عليه وآله) يُوصيهم به فبكى ، وسمعهم يقولون : لا نألوه جُهداً وإنَّما هو صاحبُنا بعدك إلاّ أنّه ليس يُعاينُنا ببصره بعد مرَّتنا هذه ))(14) .
    وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من هذه الدُّنيا بعد آلام طويلةٍ وصفها بأنّه : (( ما اُوذيَ نبيٌّ بمثلِ ما اُوذيتْ )) .
    صلّى اللهُ عليك يا أبا القاسمِ يا حبيبَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاته




    queen queen

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:49 am