سيدة الماضي
سيدتي.. ما تصالحتُ بعد مع اسمك رغم أنه مر على فراقنا سنوات. تدرين؟ كنت أسأل نفسي لماذا يأتينا القدر الأجمل دوما إما بشكل جرح قديم، وإما مشروع جرح قادم؟ ولماذا من بين كل الأسماء قررتِ أن تحملي ذاكرتي مسبقا في بطاقة هوية؟ أما كان لنا أن نكذب قليلا قبيل لقائنا عسانا نحتال على الآتي.. عسانا نصل إلى بعضنا والقدر يسلك بنا دربا سريا للفراق؟ أكنا لنضلل الحزن عن وجهته ونحن نرتدي بدل اسمينا اسمين مستعارين؟ قطعا لا.
سيدتي.. اسمكِ الذي انخدعتُ به ذات حلم ما كنتُ لأتفادى السقوط فيه حتى لو أنبئتُ بكل الألغام المخبأة بين حروفه. منذ البداية وشى به الحدس محاولا إقناعي دون جدوى: "هذا الاسم هو جرحك الأنيق فاحذره". فهل كنتُ لأحذره أنا الذي أنفقت عمري منتظرا أن يأتي بك إلي؟
سيدتي.. ما الذي قد تفعله أنثى تعثرَت بي بعدكِ، غررتُ بها وأنا أفرد أمامها قائمة بخساراتي، و التي ذنبها أنها تحمل اسمكِ، أو اسما مخالفا له؟ في الحالتين لن أستطيع مبادلتها الوفاء أنا الذي تعودتُ معك أن أختصر فيك النساء وأسماءَهن في اسمكِ أنتِ، والذي آمنتُ بعدكِ أن الأسماء هي أول ما يأبه القلب له.
سيدتي.. لو أننا زيفنا في قصتنا شيئا من التفاصيل العادية، كأن نتفادى لقاءاتنا على مرمى حسد وغيرة من الآخرين، أو أن نجلس آمنَـيـن على مقاعد محجوزة لسوانا بأمكنة لم نزرها قبلا لنطلب كأسين من مشاريب لا نحبها.. كأن نعبر الشوارع المهجورة إلا منا ونحن نناقش مواضيع ساذجة، أو أن نكتفي برسائل نتبادلها يدا ليد حتى لا يشعر بزلازلنا أحد.. كأن تُـسمعيني ما تحفظينه من أشعار نيرودا.. لو أننا زيفنا كل هذا، بعضا منه على الأقل، أكنتِ الآن لتصيري الجالسة أمامي بانتظار مسودة لما أكتبه؟ طبعا لا.
سيدتي.. الاسم كالولادة كالموت.. الاسم قدر. الاسم هو ذلك الحتمي الذي يختارنا دون أن نختاره. وحدها الأسماء تعرف عنا كل شيء فتراهن علينا لما نحن عليه من قسوة أو طيبة، من حنان، من حرمان، من جنون أو ريبة. لا أحد يحمل اسمه عبثا، ولا المصادفة تفسر علاقة المطابقة بين المرء واسمه. لماذا أخبركِ كل هذا؟ لماذا الآن تحديدا؟ أليس الأجدر بي أخذ دروس في النسيان؟
سيدتي.. رائحة البحر.. موعد تحت المطر.. مواسم القمح.. براءة الطفولة.. فرح الصبا.. حزن الشباب.. واقعية الرجولة.. حكمة المشيب.. بقايا الماضي.. حكايات عن موت القرنفل والجلنار.. دمع الألم.. ذكرى الرحيل.. رسائلنا القديمة.. عطر ثاو في علب الهدايا.. رسوم على طاولات الفصل الدراسي.. وشم في القلب.. وعدنا بالوفاء لبعضنا حتى صرنا لغيرنا.. اللاخوف من العيون المتلصصة.. أحلامنا المبتورة.. الزمن الهارب.. العمر المسروق منا.. احتفالنا باعترافاتنا الصادقة.. ضحكنا المعلن.. وجعنا السري.. كيف أشفى منكِ، من تفاصيلكِ، من شتات الخراب هذا؟؟
سيدتي.. ظلي بخير.. وليرعكِ الله.
سيدتي.. ما تصالحتُ بعد مع اسمك رغم أنه مر على فراقنا سنوات. تدرين؟ كنت أسأل نفسي لماذا يأتينا القدر الأجمل دوما إما بشكل جرح قديم، وإما مشروع جرح قادم؟ ولماذا من بين كل الأسماء قررتِ أن تحملي ذاكرتي مسبقا في بطاقة هوية؟ أما كان لنا أن نكذب قليلا قبيل لقائنا عسانا نحتال على الآتي.. عسانا نصل إلى بعضنا والقدر يسلك بنا دربا سريا للفراق؟ أكنا لنضلل الحزن عن وجهته ونحن نرتدي بدل اسمينا اسمين مستعارين؟ قطعا لا.
سيدتي.. اسمكِ الذي انخدعتُ به ذات حلم ما كنتُ لأتفادى السقوط فيه حتى لو أنبئتُ بكل الألغام المخبأة بين حروفه. منذ البداية وشى به الحدس محاولا إقناعي دون جدوى: "هذا الاسم هو جرحك الأنيق فاحذره". فهل كنتُ لأحذره أنا الذي أنفقت عمري منتظرا أن يأتي بك إلي؟
سيدتي.. ما الذي قد تفعله أنثى تعثرَت بي بعدكِ، غررتُ بها وأنا أفرد أمامها قائمة بخساراتي، و التي ذنبها أنها تحمل اسمكِ، أو اسما مخالفا له؟ في الحالتين لن أستطيع مبادلتها الوفاء أنا الذي تعودتُ معك أن أختصر فيك النساء وأسماءَهن في اسمكِ أنتِ، والذي آمنتُ بعدكِ أن الأسماء هي أول ما يأبه القلب له.
سيدتي.. لو أننا زيفنا في قصتنا شيئا من التفاصيل العادية، كأن نتفادى لقاءاتنا على مرمى حسد وغيرة من الآخرين، أو أن نجلس آمنَـيـن على مقاعد محجوزة لسوانا بأمكنة لم نزرها قبلا لنطلب كأسين من مشاريب لا نحبها.. كأن نعبر الشوارع المهجورة إلا منا ونحن نناقش مواضيع ساذجة، أو أن نكتفي برسائل نتبادلها يدا ليد حتى لا يشعر بزلازلنا أحد.. كأن تُـسمعيني ما تحفظينه من أشعار نيرودا.. لو أننا زيفنا كل هذا، بعضا منه على الأقل، أكنتِ الآن لتصيري الجالسة أمامي بانتظار مسودة لما أكتبه؟ طبعا لا.
سيدتي.. الاسم كالولادة كالموت.. الاسم قدر. الاسم هو ذلك الحتمي الذي يختارنا دون أن نختاره. وحدها الأسماء تعرف عنا كل شيء فتراهن علينا لما نحن عليه من قسوة أو طيبة، من حنان، من حرمان، من جنون أو ريبة. لا أحد يحمل اسمه عبثا، ولا المصادفة تفسر علاقة المطابقة بين المرء واسمه. لماذا أخبركِ كل هذا؟ لماذا الآن تحديدا؟ أليس الأجدر بي أخذ دروس في النسيان؟
سيدتي.. رائحة البحر.. موعد تحت المطر.. مواسم القمح.. براءة الطفولة.. فرح الصبا.. حزن الشباب.. واقعية الرجولة.. حكمة المشيب.. بقايا الماضي.. حكايات عن موت القرنفل والجلنار.. دمع الألم.. ذكرى الرحيل.. رسائلنا القديمة.. عطر ثاو في علب الهدايا.. رسوم على طاولات الفصل الدراسي.. وشم في القلب.. وعدنا بالوفاء لبعضنا حتى صرنا لغيرنا.. اللاخوف من العيون المتلصصة.. أحلامنا المبتورة.. الزمن الهارب.. العمر المسروق منا.. احتفالنا باعترافاتنا الصادقة.. ضحكنا المعلن.. وجعنا السري.. كيف أشفى منكِ، من تفاصيلكِ، من شتات الخراب هذا؟؟
سيدتي.. ظلي بخير.. وليرعكِ الله.
الأربعاء يناير 26, 2011 3:36 pm من طرف moulay ait el moubarik
» بلهندة والشاذلي يعززان صفوف المنتخب
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 6:49 am من طرف Admin
» مفاوضات بين المغرب والبوليساريو الاثنين
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 6:47 am من طرف Admin
» أقوال عن المرأة والحب
الجمعة أكتوبر 29, 2010 3:38 pm من طرف douaa
» لقاء اكادير ايام /8/ 9/ 10 سنة2010
السبت أكتوبر 23, 2010 3:49 pm من طرف الزاهدي
» تقديم بادو الزاكي المدرب الجديد للكوكب المراكشي للصحافة الإثنين القادم
الأحد أكتوبر 17, 2010 12:53 pm من طرف Admin
» عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
الأحد أكتوبر 17, 2010 12:42 pm من طرف Admin
» عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
الأحد أكتوبر 10, 2010 9:02 am من طرف الزاهدي
» عند ما جرد المجلس البلدي /باشا المدينة من وسائل العمل....
الأحد أكتوبر 10, 2010 9:01 am من طرف الزاهدي